و هناك سؤال آخر قد يثب الى الذهن بعد هذا كله وهو : ان اللّه أمرها بأن تمتنع من الكلام لأمرين :
آ- أن يكون عيسى عليه السلام هو المتكلم عنها ليكون أقوى لحجتها وأرهص للمعجزة وبالتالي لإزالة عوامل الريبة المؤدية الى اتهامها بما يشين.
ب- تشريع الكراهية لأية مجادلة مع السفهاء وقد رمق الشاعر سماء هذا المعنى فقال :
يخاطبني السفيه بكل قبح وأكره أن أكون له مجيبا
٤- مواضع زيادة الباء :
آ- في الفاعل وزيادتها تكون واجبة في فعل التعجب الوارد على صيغة الأمر نحو أحسن بزيد وعلة الزيادة إصلاح اللفظ وإعرابه أحسن فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض لأجل الصيغة وبزيد الباء حرف جر زائد وزيد فاعل
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٩٨
مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد وتكون غالبة وذلك في فاعل كفى التي بمعنى حسب والتي هي فعل لازم نحو كفى باللّه شهيدا ولا تزاد الباء في فاعل كفى التي بمعنى أجزأ أو أغنى ولا التي بمعنى وقى والأولى متعدية لواحد نحو :
قليل منك يكفيني ولكن قليلك لا يقال له قليل
و الثانية متعدية لاثنين كقوله تعالى « وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ ».
قال ابن هشام :« و وقع في شعر المتنبي زيادة الباء في فاعل كفى المتعدية لواحد قال :
كفى ثعلا فخرا بأنك منهم ودهر لأن أمسيت من أهله أهل
و لم أر من انتقد عليه »
وقد استعجل ابن هشام بهذا الحكم فقد انتقد عليه ذلك أبو البقاء في شرحه الممتع للديوان وأفاض في إعراب البيت كما انتقد المعري أيضا ولسنا بصدد التحقيق في ذلك فلعلك ترجع الى شرح أبي البقاء والى مغني اللبيب.
ب- في المفعول به نحو قوله تعالى :« وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ » « وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ » وقول أبي الطيب :


الصفحة التالية
Icon