د- انها الناقصة على بابها من دلالتها على اقتران مضمون الجملة بالزمان الماضي من غير تعرض للانقطاع كقوله تعالى « وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً » ولذلك يعبر عنها بأنها ترادف لم يزل.
و قال ابن الأنباري في « أسرار العربية » كان هنا تامة وصبيا منصوب على الحال ولا يجوز أن تكون ناقصة لأنه لا اختصاص لعيسى عليه السلام في ذلك لأن كلا كان في المهد صبيا ولا عجب في تكليم من كان فيما مضى في حال الصبا.
و بعد كتابة ما تقدم وقعت على ما قاله أبو طاهر حمزة في رسالة له سماها « المنيرة المعربة عن شرف الاعراب » وأنقل لك خلاصته ففيه وجاهة وطرافة وهي تؤيد ما ذهبنا اليه من بقاء كان على وجهها قال :
« لكن الوجه ان كان من قصد الخبر الآن عن حالهم لأنهم أكبروا ذلك
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ١٠١
في وقت كونه في المهد فكأنه قال : أكبروا تكليم صبي كائن في المهد طفلا فيكون الكون من لفظ المخبر لا من لفظهم كقول الحطيئة يصف الرياض :
يظل بها الشيخ الذي كان فانيا يدب على عوج له نخرات
فلم يك فانيا قبل دبيبه بل وقت دبيبه فذكر الكون من لفظ المخبر »
.
قلت :
قلت : وهذا كله دندنة في غير طائل والأجود ما اخترناه واختاره الزمخشري ويأتي في المرتبة بعده أن تكون زائدة أما تقديرها تامة فبعيد جدا لأن عيسى لم يخلق ابتداء في المهد.
٦- بغيا :
أصله بغويا اجتمعت فيه الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء ثم أدغم الياء في الياء وإلا لو كان فعيلا بمعنى فاعل لحقته التاء وقال البيضاوي :« و هو فعول من البغي قلبت واوه وأدغمت ثم كسرت العين اتباعا ولذلك لم تلحقه التاء أو فعيل بمعنى فاعل لم تلحقه التاء لأنه للمبالغة أو للنسب كطالق » وقال بعضهم : البغي خاص بالمؤنث فلا يقال رجل بغي انما يقال امرأة بغي لكن نقل بعضهم عن المصباح انه يقال رجل بغي كما يقال امرأة بغي.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ١٠٢


الصفحة التالية
Icon