و ضمير الجمع مفعول « ق » الأول (عَذابَ النَّارِ) مفعول « ق » الثاني (أُولئِكَ) اسم الإشارة مبتدأ (لَهُمْ) الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدّم (نَصِيبٌ) مبتدأ مؤخر والجملة خبر اسم الإشارة، والجملة مستأنفة لبيان حال الفريق الثاني، لأن حال الفريق الأول تقدم ذكره بقوله « و ما له في الآخرة من خلاق » (مِمَّا) الجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لنصيب (كَسَبُوا) فعل ماض وفاعل والجملة صلة الموصول « ما » (وَاللَّهُ) الواو مستأنفة واللّه مبتدأ (سَرِيعُ الْحِسابِ) خبره. والجملة المستأنفة مسوقة لبيان قدرته تعالى على محاسبة جميع الخلائق في أقل من لمح البصر.
البلاغة :
وردت في أحد الأعاريب لقوله :« أشد ذكرا » إشارة الى المجاز العقلي، وقد سبق بحثه، ونزيد هذا المجاز بسطا فنقول : إسناد الذكر الى الذكر مستحيل ولكنه ملابسة له أصبح كأنه شخص عاقل أجنبيّ عنه يقوم به، وجميل قول أبي تمام :
تكاد عطاياه يجنّ جنونها إذا لم يعوّذها بنغمة طالب
فقد أسند الجنون الى مصدره، والسرّ فيه ما أوضحناه من الملابسة الشديدة التي تجعل غير العاقل عاقلا لشدة وقوعه منه، ويكاد الطلاب يلتبس عليهم الفرق بينه وبين الاستعارة المكنية مع أنه ليس فيه مشابهة مقصودة. وقال أبو فراس :
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٣٠٢
سيذكرني قومي إذا جدّ جدهم وفي الليلة الظّلماء يفتقد البدر
و لأبي الطيب مقطوعة وردت على نمط المجاز العقلي، وهي من جيد الشعر :
صحب الناس قبلنا ذا الزمانا وعناهم من أمره ما عنانا
و تولوا بغصّة كلّهم منه وإن سرّ بعضهم أحيانا ربما تحسن الصّنيع لياليه ولكن تكدّر الإحسانا
كلما أنبت الزمان قناة ركب المرء في القناة سنانا
الفوائد :
تزاد « من » الجارة في الفاعل والمفعول به والمبتدأ بشرط أن تسبق بنفي أو نهي أو استفهام وأن يكون مجرورها نكرة وعندئذ تطرد الزيادة، وسيأتي المزيد من أمثلتها.
[سورة البقرة (٢) : آية ٢٠٣]