نكره للمبالغة في الخفاء. (اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى ) اللّه مبتدأ وجملة لا إله إلا هو الاسمية خبر وقد تقدم اعراب لا إله إلا هو مفصلا وله خبر مقدم والأسماء مبتدأ مؤخر والحسنى صفة للأسماء والجملة خبر ثان. ومعلوم أن جمع التكسير في غير العقلاء يعامل معاملة المؤنثة الواحدة.
الفوائد :
١- روى التاريخ : ان أبا جهل والنضر بن الحارث قالا له :
إنك شقي لأنك تركت دين آبائك فأريد رد ذلك بأن دين الإسلام وهذا القرآن هو السلّم الى نيل كل فوز والسبب في ادراك كل سعادة وما فيه الكفرة هو الشقاوة بعينها وروي انه عليه الصلاة والسلام صلى بالليل حتى اسمغدّت قدماه أي تورمت كما في الصحاح فقال له جبريل عليه السلام أبق على نفسك فإن لها عليك حقا ويحتمل أن يراد لا تتعب نفسك بفرط أسفك على كفر قريش إذ ما عليك إلا البلاغ، ولم يكتب عليك أن يؤمنوا بعد ان لم تفرط في أداء الرسالة وإسداء الموعظة الحسنة. والشقاء يجي ء في معنى التعب قال ابن كيسان :« و أصل الشقاء في اللغة العناء والتعب ومنه قول المتنبي :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
٢- الاستثناء المنقطع :
استثناء الشي ء من غير جنسه لا معنى له ولا مورد من ذلك فليست فيه « إلا » للاستثناء على سبيل الأصل وانما هي بمعنى « لكن » وهو
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ١٦٧
ما يسونه « الاستثناء المنقطع » ومع ذلك فلا بد من الارتباط بين المستثنى منه والمستثنى ومن ذلك قوله تعالى « ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى » أي لكن أنزلناه تذكرة فتذكرة مستثنى من المصدر المؤول من تشقى بأن المضمرة بعد لام التعليل لأن المعنى ما أنزلنا القرآن لشقائك.
[سورة طه (٢٠) : الآيات ٩ الى ١٦]