زيادة « لي » في قوله تعالى « رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي » والكلام تام بدونها وقد ذكر الزمخشري سرا ونذكر الثاني فيما بعد قال :« فإن قلت « لي » من قوله اشرح لي صدري ويسر لي أمري ما جدواه والكلام مستتب بدونه، قلت : قد أبهم الكلام أولا فقيل اشرح لي ويسر لي فعلم أن ثم مشروحا وميسرا ثم بين ورفع الإبهام بذكرهما فكان آكد لطلب الشرح والتيسير لصدره وأمره » أما السر الثاني فهو أن تكون فائدتها الاعتراف بأن منفعة شرح الصدر وتيسير الأمر راجعة إليه وعائدة عليه فإن اللّه عز وجل لا ينتفع بإرساله ولا يستعين بشرح صدره تعالى وتقدس.
٢- التنكير :
و في تنكير العقدة من قوله تعالى « وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي » دلالة
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ١٨٨
على أنه لم يسأله حل جميع عقد لسانه بل حل بعضها الذي يمنع الافهام بدليل قوله « يفقهوا قولي » كأنه قال واحلل عقدة من عقد لساني وهذه العقدة ناشئة كما يروى عن جمرة وضعها في فمه وهو صغير وقصتها في المطولات.
الفوائد :
بحث كي :
(كَيْ) أحد أحرف النصب وهي قسمان :
١- المصدرية وهي الداخل عليها اللام لفظا نحو لكي لا تأسوا أو تقديرا نحو جئتك كي تكرمني إذا قدرت الأصل لكي وانك حذفت اللام استغناء عنها بنيتها فإن لم تقدر اللام فهي :
٢- التعليلية، فأما المصدرية فناصبة بنفسها وأما التعليلية فجارة والناصب بعدها أن مضمرة لزوما في النثر وقد تظهر في الشعر :
فقالت أكل الناس أصبحت مانحا لسانك كيما ان تغرّ وتخدعا
و هذا مذهب سيبويه والخليل وجمهور البصريين أما الكوفيون فيرون أن كي ناصبة دائما تقدمتها اللام أو لم تتقدمها.
قال أبو حيان : وأجمعوا على أنها يجوز الفصل بينها وبين معمولها بلا النافية وما الزائدة وأما الفصل بغير ما ذكر فلا يجوز عند البصريين.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ١٨٩
[سورة طه (٢٠) : الآيات ٣٦ الى ٤٠]


الصفحة التالية
Icon