سقى الرمل صوب مستهل غمامه وما ذاك إلا حب من حل بالرمل
و قال الشيخ زكي الدين بن أبي الإصبع :« و الذي يحسن أن يسمى القسم الأول تصدير التقفيه والثاني تصدير الطرفين والثالث تصدير الحشو ». والامثلة على ذلك كثيرة.
الفوائد :
كثر اختلاف المعربين في قوله تعالى « فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً » والحق انه من معضلات التراكيب وقد اخترنا في الاعراب أمثل الوجوه وأقربها الى المنطق وأدناها الى السهولة، بقيت هناك أمور لا بد من إيضاحها :
موعدا : اختلف فيه على الأوجه التالية :
آ- اسم زمان ويرجحه قوله « قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ » والمعنى عيّن لنا وقت اجتماع ولذلك أجابهم بقوله :« موعدكم يوم الزينة ».
ب- اسم مكان ويرجحه قوله « مَكاناً سُوىً » والمعنى بيّن لنا مكانا معلوما نعرفه نحن وأنت فتأتيه.
ج- مصدر ميمي بمعنى الوعد ويقدر مضاف محذوف أي مكان وعد ويؤيد هذا قوله « لا نخلفه نحن ولا أنت » لأن المواعدة توصف بالخلف وعدمه وهذا ما اخترناه.
فإن جعلته زمانا لزمك شيئان : أن تجعل الزمان مخلفا وأن يفضل عليك ناصب مكانا وان جعلته مكانا لزمك أيضا أن توقع
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٢٠٩
الأخلاف على المكان وأن لا يطابق قوله موعدكم يوم الزينة فبقى أن يجعل مصدرا بمعنى الوعد ويقدر مضاف محذوف أي مكان موعد ويجعل الضمير في نخلفه للموعد ومكانا بدل من المكان المحذوف.
و جوز أبو علي الفارسي وأبو البقاء أن ينتصب مكانا على المفعول الثاني لا جعل قالا وموعدا على هذا مكان أيضا ولا ينتصب بموعدا لأنه مصدر قد وصف يعني أنه يصح مفعولا ثانيا ولكن بشرط أن يكون الموعد بمعنى المكان ليطابق الخبر.
و جعل الحوفي انتصاب مكانا على الظرف وانتصابه باجعل فتحصل في نصب مكانا خمسة أوجه :
١- أنه بدل من مكانا المحذوف.
٢- انه مفعول ثان للجعل.
٣- انه نصب بإضمار فعل.


الصفحة التالية
Icon