و جملة « سل بني إسرائيل » مستأنفة للتنديد ببني إسرائيل الذين يكفرون بنعمة اللّه ويبدلونها (وَمَنْ) الواو استئنافية والجملة مستأنفة مسوقة لزيادة التقريع وإقامة الحجة عليهم، ومن شرطية في محل رفع مبتدأ (يُبَدِّلْ) فعل الشرط (نِعْمَةَ اللَّهِ) مفعول به (مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ) الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال وما مصدرية مؤولة مع ما بعدها بمصدر في محل جر بالإضافة، وجاءته فعل ماض ومفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره هي (فَإِنَّ اللَّهَ) الفاء رابطة لجواب الشرط وإن واسمها (شَدِيدُ الْعِقابِ) خبرها وجملة ان وما بعدها في محل جزم جواب الشرط الجازم.
البلاغة :
في قوله تعالى « في ظلل من الغمام » مجاز مرسل علاقته السببية، لأن الغمام مظنّة الرحمة أو العذاب وسببهما، فمنه تهطل الأمطار، وقد تنشأ السيول المتلفة الجارفة، وتنزل الصواعق المهلكة.
الفوائد :
أورد ابن هشام فصلا في إعراب هذه الآية فلخصه فيهما يلي لأهميته :
« قوله تعالى :« سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية » إن قدرت « من » زائدة ف « كم » مبتدأ أو مفعول ل « آتينا » مقدرا بعده، وإن قدرتها بيانا ل « كم » كما هي بيان ل « ما » في « ما ننسخ من آية » لم يجز واحد من الوجهين لعدم الراجع حينئذ الى كم، وإنما هي مفعول ثان مقدم مثل :« أ عشرين درهما أعطيتك » وجوز
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٣١١
الزمخشري في : كم أن تكون خبرية، أي أن ما سبق كله بناء على أن « كم » اسم استفهام. وهذا مقابله ثم قال :« و لم يذكر النحويون أن كم الخبرية تعلق العامل عن العمل، وجوز بعضهم زيادة « من » وإنما تزاد بعد الاستفهام ب « هل » خاصة، وقد يكون تجويزه ذلك على قول من لا يشترط كون الكلام غير موجب مطلقا، أو على قول من يشترطه في غير باب التمييز، ويرى أنها في :« رطل من زيت » و « خاتم من حديد » زائدة لا مثبتة « اه ».


الصفحة التالية
Icon