ففي الوقت الذي حل ميعاد الذهاب الى الطور أرسل اللّه الى موسى جبريل راكبا حيزوم فرس الحياة ليذهب به، فأبصره السامري فقال :
إن لهذا شأنا فقبض قبضة من أثر تربة موطئه فلما سأله موسى عن قصته قال : قبضت من أثر فرس المرسل إليك يوم حلول الميعاد ولعله لم يعرف انه جبريل، وقيل انه كلما وضعت الفرس حافرها على شي ء اخضر، فعرف أن للتراب الذي تضع الفرس حافرها عليه شأنا وقيل غير ذلك مما لا تطمئن اليه النفس ويحتاج الى كثير من التمحيص.
الفوائد :
صاحب الحال :
الأصل في صاحب الحال التعريف لأنه محكوم عليه بالحال وحق المحكوم عليه أن يكون معرفة لأن الحكم على المجهول لا يفيد غالبا، ويقع صاحب الحال نكرة بمسوغ يقربه من المعرفة وذلك في المواضع التالية :
١- إذا تقدمت عليه الحال نحو في الدار جالسا رجل، وقول كثير عزة :
لمية موحشا طلل يلوح كأنه خلل
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٢٤١
و في المغني ان تقديم حال النكرة عليها ليس لأجل تسويغ الحال فيها بل لئلا يلتبس الحال بالصفة.
٢- أن يكون صاحبها مخصوصا بوصف كقول الشاعر :
نجيت يا رب نوحا واستجبت له في فلك ماخر في اليم مشحونا
فمشحونا حال من فلك لوصفه بماخر.
٣- أن يكون صاحبها مخصوصا باضافة كقوله تعالى « فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ » فسواء حال من أربعة لاختصاصها بالإضافة الى أيام.
٤- أن يكون صاحبها مخصوصا بمعمول نحو : عجبت من ضرب أخوك شديدا، فشديدا حال من ضرب لاختصاصه بالعمل في الفاعل وهو أخوك.
٥- أن يكون صاحبها مخصوصا بعطف نحو : هؤلاء أناس وعبد اللّه منطلقين، فمنطلقين حال من أناس لاختصاصه بالعطف عليه وهو عبد اللّه.


الصفحة التالية
Icon