وِزْراً) : حملا ثقيلا والمراد بها هنا العقوبة الثقيلة المرهقة الباهظة، سماها وزرا تشبيها لها في ثقلها على من يحل به العقاب بالحمل الثقيل ينوء به الكاهل ويرزح الحامل تحت عبئه الفادح.
(زُرْقاً) : جمع أرزق وسبب اختياره لعيونهم القيامة لوجهين :
١- ان الزرقة أبغض شي ء من ألوان العيوب الى العرب لأن الروم كانوا أعداءهم وهم زرق العيون ومن أقوالهم في صفة العدو :
« أسود الكبد، أصهب السبال، أزرق العين » فأصهب من الصهبة بالصاد المهملة وهي حمرة أو شقرة في الشعر، والسبال : ما على الشارب من الشعر ومقدم اللحية والاثنان مرادان بها هنا وقال بشار في وصف البخيل :
و للبخيل على أمواله علل زرق العيون عليها أوجه سود
و هو من أبيات ممتعة نوردها بكاملها :
ظل اليسار على العباس ممدود وقلبه أبدا بالبخل معقود
إن الكريم ليخفي عنك عسرته حتى تراه غنيا وهو مجهود
و للبخيل على أمواله علل زرق العيون عليها أوجه سود
إذا تكرهت أن تعطي القليل ولم تقدر على سعة لم يظهر الجود
أورق بخير ترجّي للنوال فما ترجى الثمار إذا لم يورق العود
بثّ النوال ولا تمنعك قلته فكل ما سدّ فقرا فهو محمود
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٢٤٤
٢- ان المراد العمى لأن حدقة من يذهب نور بصره تزرق.
(يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ) أي يخفضون أصواتهم ويخفونها لما لحقهم من الرعب والهول وفي المختار : خفت الصوت سكن وبابه جلس والمخافتة والتخافت والخفت بوزن السبت : أسرار المنطق.
(أَمْثَلُهُمْ) : أفضلهم وأعدلهم رأيا أو عملا في الحياة الدنيا وجمعه أماثل ومثل ومؤنثه مثلى، وأماثل القوم خيارهم، والطريقة المثلى الشبهى بالحق ويقال المريض اليوم أمثل أي أحسن حالة، وقال امرؤ القيس يصف الليل من معلقته :
و ليل كموج البحر أرخى سدوله عليّ بأنواع الهموم ليبتلي
فقلت له لما تمطى بصلبه وأردف إعجازا وناء بكلكل


الصفحة التالية
Icon