و المجرور متعلقان باختلف (مَا) مصدرية مؤولة مع ما بعدها بمصدر مضاف إليه، أي من بعد مجي ء البينات (جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ) فعل ومفعول به مقدم والبينات فاعل مؤخر (بَغْياً) مفعول لأجله، أي حسدا منهم، وقيل : حال مؤولة، وليس ببعيد (بَيْنَهُمْ) الظرف المكاني متعلق بمحذوف صفة لبغيا (فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا) الفاء عاطفة وهدى فعل ماض واللّه فاعل والذين وصلتها مفعول به (لِمَا) الجار والمجرور متعلقان بهدى وما موصولية (اخْتَلَفُوا) فعل وفاعل والجملة صلة ما (فِيهِ) الجار والمجرور متعلقان باختلفوا (مِنَ الْحَقِّ) الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من « ما » (بِإِذْنِهِ) الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من الذين آمنوا، أي : مأذونا لهم فهو حال من المفعول به (وَاللَّهُ) الواو استئنافية واللّه مبتدأ (يَهْدِي) فعل مضارع وفاعله مستتر تقديره هو يعود على اللّه تعالى، والجملة في محل رفع خبر اللّه (مِنْ) اسم موصول مفعول به (يَشاءُ) الجملة صلة الموصول لا محل لها (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) الجار والمجرور متعلقان بيهدي ومستقيم صفة.
البلاغة :
في هذه الآية الكريمة فن القلب، وهو شائع في كلامهم، ومثل له السّكاكي والزمخشري والجوهري بقوله تعالى :« و يوم يعرض الذين كفروا على النار » والأصل فيه : ويوم تعرض النار على الذين كفروا. كما مثلوا في الشعر بقول عروة بن الورد :
فديت بنفسه نفسي وما لي وما آلوك إلا ما أطيق
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٣١٥
و الأصل فديت نفسه بنفسي، فالمفدي نفس المحبوب، والمفدي به نفس الشاعر، لا العكس كما هو ظاهر البيت، وبقول المتنبي :
و عذلت أهل العشق حتى ذقته فعجبت كيف يموت من لا يعشق