أي فيه ما يوجب الثناء عليكم لكونه نازلا بلسانكم وبين ظهرانيكم وعلى رسول منكم وقيل فيه ما تنشدونه من حسن الذكر وبعد الصيت وطيب الأحدوثة وقيل فيه الموعظة لكم والإرشاد لما ينفعكم في دينكم ودنياكم وجميع ذلك محتمل.
٢- بحث لما :
تقع لما في العربية على ثلاثة أوجه :
الأول :
أن تختص بالمضارع فتجزمه وتنفيه وتقلبه ماضيا ك « لم » إلا أنها تفارقها في خمسة أمور :
١- انها لا تقترن بأداة شرط فلا يقال : إن لما تقم ويقال : إن لم تقم.
٢- ان منفيها مستمر النفي الى الحال أما منفي لم فيحتمل الاتصال والانقطاع مثل :« لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً » ولهذا جاز أن تقول : لم يكن ثم كان، ولكن لا يجوز أن تقول : لما يكن ثم كان.
٣- ان الغالب في منفي لما ان يكون قريبا من الحال بخلاف منفي لم.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٢٩٠
٤- ان منفي لما متوقع ثبوته بخلاف منفي لم.
٥- ان منفي لما جائز الحذف لدليل كقوله :« فجئت قبورهم بدءا ولما » أي ولما أكن بدءا قبل ذلك أي سيدا ولا يجوز :
« وصلت الى حمص ولم » تريد ولم أدخلها.
الثاني :
أن تختص بالماضي فتقتضي جملتين وجدت ثانيتهما عند وجود أولاهما نحو : لما جاءني أكرمته ويقال فيها حرف وجود لوجود وبعضهم يقول وجوب لوجوب وقيل هي ظرف لفعل وقع لوقوع غيره وقال جماعة : انها ظرف بمعنى حين.
الثالث :
أن تكون حرف استثناء بمعنى إلا فتدخل على الجملة الاسمية نحو :« إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ » فيمن شدد الميم وعلى الماضي لفظا لا معنى نحو أنشدك اللّه لما فعلت أي ما أسألك إلا فعلك.
[سورة الأنبياء (٢١) : الآيات ١٤ الى ٢٣]


الصفحة التالية
Icon