و في الجواب قولان أولهما أن المراد المثنى ولو وقع الضمير جمعا لأن التثنية أقل الجمع والثاني أن المصدر المضاف انما هو مضاف للحاكمين وهما داود وسليمان والمحكوم عليه، فهؤلاء جماعة ولكن فيه على هذا اضافة المصدر الى فاعله ومفعوله دفعة واحدة وهما انما يضاف الى أحدهما فقط وفيه الجمع بين الحقيقة والمجاز فان الحقيقة اضافة المصدر الى فاعله والمجاز إضافته الى مفعوله ».
و من عجائب حكم سليمان ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم :(بينا امرأتان معهما ابناهما إذ جاء الذئب فذهب بأحدهما فقالت هذه : إنما ذهب بابنك وقالت الأخرى : إنما ذهب بابنك فاختصمتا الى داود عليه السلام فقضى به للكبرى فمرتا على سليمان فأخبرتاه فقال : ائتياني بسكين أشقه بينكما اب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٣٤٩
فقالت الصغرى : لا ويرحمك اللّه فقضى به للصغرى. قال أبو هريرة :
و اللّه إن كنت سمعت
متعة التي أحب أن ترجع اليها في ديوانه :
ما تزالين نظرة منك موت لي مميت ونظرة تخليد
نتلاقى فلحظة منك وعد بوصال ولحظة تهديد
و هو في الشعر كثير نجتزى منه بهذا المثال.
[سورة الأنبياء (٢١) : الآيات ٨٣ الى ٨٨]
وَ أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٨٣) فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ (٨٤) وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (٨٥) وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ (٨٦) وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧)


الصفحة التالية
Icon