في قوله تعالى « قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ » وقد تقدم بحث القصر مفصلا ونقول ان في هذه الآية قصرين الاول قصر الصفة على الموصوف وذلك في قصر الوحي على الوحدانية والمعنى لا يوحى إليّ إلا اختصاص الإله بالوحدانية لا لأنه لم يوح اليه بشي ء غيرها ولكنها الأصل الرئيسي في كل عبادة وعمل وهي المطلوبة أولا وقبل كل شي ء حتى كأن ما عداها غير منظور اليه أو غير جدير بالذكر والثاني قصر الموصوف على الصفة وذلك في قصر اللّه على الوحدانية وهو ظاهر.
٢- الإيجاز :
و ذلك في قوله تعالى « فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ » تقدم
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٣٧٥
القول في الإيجاز كثيرا وفي هذه الآية إيجاز قصر لأنه تحدث بثلاث كلمات وهي « آذنتكم على سواء » عن كلام طويل أي إن تولوا بعد هذه الآيات والشواهد وأعرضوا وطووا كشحا فقل لهم لقد أعلمناكم على بيان أنا وإياكم في حرب لا مهادنة فيها ولا صلح بيننا ولكنني لا أدري متى يأذن اللّه. وآذنتكم منقول من اذن إذا علم قال الحارث ابن حلزة :
آذنتنا ببنيها أسماء رب ثاو يمل منه الثواء
و قد سما الزمخشري في شرح هذا الإيجاز وهذه نبذة من كلامه :
« و المعنى اني بعد توليكم واعراضكم عن قبول ما عرض عليكم من وجوب توحيد اللّه وتنزيهه عن الأنداد والشركاء كرجل بينه وبين أعدائه هدنة فأحسّ منهم بغدرة فنبذ إليهم العهد وشهر النبذ وأشاعه وآذنهم جميعا بذلك « على سواء » أي مستوين في الاعلام به لم يطوه عن أحد منهم وكاشف كلهم وقشر العصا عن لحائه ».
٣- التوليد :
في قوله :« قل رب احكم بالحق » فن التوليد وسماه ابن منقذ فن التلطيف وهو على ضربين : من الألفاظ ومن المعاني :
١- التوليد من الألفاظ على ضربين أيضا :
آ- توليد المتكلم من لفظه ولفظ غيره صورة من الكلام.
ب- توليد المتكلم صورة من موضعين من لفظ نفسه.


الصفحة التالية
Icon