من مبتدأ وضره مبتدأ ثان وأقرب خبره والجملة صلة من وخبر من محذوف تقديره إله أو إلهي وموضع الجملة نصب بالقول. وجملة لبئس مستأنفة لأنها لا يصح دخولها في الحكاية لأن الكفار لا يقولون عن أصنامهم لبئس المولى ولبئس العشير، وهناك وجه آخر مقبول وهو أن تكون اللام زائدة في المفعول به ليدعو ويؤيد
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٤٠٣
هذا الوجه قراءة عبد اللّه يدعو من ضره بغير لام الابتداء فمن مفعول يدعو وضره مبتدأ وأقرب خبر والجملة صلة من وقد اختار الجلال السيوطي هذا الوجه ودعمه شارحوه أما الزمخشري فهذا نص عبارته :
« استعير الضلال البعيد من ضلال من أبعد في التيه ضالا فطالت وبعدت مسافة ضلالته فإن قلت : الضرر والنفع منفيان عن الأصنام مثبتان لها في الآيتين وهذا تناقض؟ قلت : إذا حصل المعنى ذهب هذا الوهم وذلك ان اللّه تعالى سفه الكافر بأنه يعبد جمادا لا يملك ضرا ولا نفعا وهو يعتقد فيه بجهله وضلاله أنه يستشفع به حين يستشفع به ثم قال : يوم القيامة يقول هذا الكافر بدعاء وصراخ حين يرى استضراره بالأصنام ودخوله النار بعبادتها ولا يرى أثر الشفاعة التي ادعاها له « لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ » أو كرر يدعو كأنه قال يدعو يدعو من دون اللّه ما لا يضره وما لا ينفعه ثم قال :« لمن ضره » بكونه معبودا أقرب من نفعه بكونه شفيعا لبئس المولى وفي حرف عبد اللّه من ضره بغير لام » فكأن الزمخشري رحمه اللّه أجمل الأعاريب التي أوردناها على أن هناك أوجها عديدة سلكها المفسرون تربو على سبعة أوجه ولكنها كلها بعيدة عن المنطق نورد لك منها على سبيل المثال رأي الفراء قال :« إن التقدير يدعو من لضره ثم قدم اللام على موضعها » ولا يخفى ما فيه من التعسف وتقديم ما في صلة الذي عليها.


الصفحة التالية
Icon