الاستهزاء وقد توسع المفسرون في هذه الآية وذهبوا بها مذاهب شتى فقالوا :« و يجوز أن يراد فليمد حبلا الى السماء المظلة وليصعد عليه ثم ليقطع الوحي » وقال آخرون « النصر هو الرزق وأن الأرزاق بيد اللّه لا تنال إلا بمشيئته ولا بد للعبد من الرضا بقسمته فمن ظن أن اللّه غير رازقه وليس به صبر ولا استسلام فليبلغ غاية الجزع وهو الاختناق فإن ذلك لا يقلب القسمة ولا يرده مرزوقا » وقيل غير ذلك وما ذكرناه أولى وأوفى بالمراد وهو ما يخالج كل حاسد وما يقال لكل من يعترض على ما ليس في طوقه ولا داخل في نطاق إرادته تقول له اشرب البحر، أو اقتل نفسك فليس لك حيلة في تبديل ما هو واقع راهن وارادة اللّه أقوى.
٢- تصدير الجملتين بان :
و في تصدير الجملتين بإن زيادة في تأكيد الكلام وقد رمقه الشعراء في أشعارهم، قال جرير :
إن الخليفة إن اللّه سربله سربال ملك به تزجى الخواتيم
فقوله إن اللّه سربله خبر ان الاولى وكررها لتوكيد التوكيد وسربله كساه بالملك الشبيه بالسربال ويروى لباس ملك وقوله به أي بذلك اللباس أو الملك تزجى أي تساق الخواتيم جمع خاتم بالفتح والكسر والأصل خواتم فزيدت الباء والمراد بها عواقب الأمور الحميدة ومغابها وقال أبو حيان :« يحتمل أن خبر إن قوله به تزجى الخواتيم وجملة إن اللّه سربله اعتراضية » ويروى ترجى بالراء المهملة.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٤٠٩
[سورة الحج (٢٢) : الآيات ١٨ الى ٢٢]


الصفحة التالية
Icon