هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) الجملة مستأنفة مسوقة لسرد قصة المتبارزين يوم بدر وهم حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة وقيل هم المختصمون من أهل الكتاب والمسلمين في دين اللّه وهذان مبتدأ وخصمان خبره وجملة اختصموا صفة لخصمان ولك أن تجعل الجملة خبرا وخصمان بدل من هذان وفي ربهم متعلقان باختصموا وهو على حذف مضاف أي في دينه وقال خصمان ثم جمع الفعل لأن الخصم في الأصل مصدر ولذلك يوحّد ويذكر غالبا ويجوز أن يثنى ويجمع أو الجمع مراعاة للمعنى لأن المتخاصمين كانوا فرقا شتى وطوائف كثيرة. (فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِ
البلاغة :
١- ال
ا بديه أن المخلوقات كلها تفتقر الى أسماء يستدل بها عليها ليعرف كل منها باسمه من أجل التفاهم الذي لا بد منه فالاسم الموضوع بإزاء المسمى هو حقيقة له فاذا نقل الى غيره صار مجازا والفرق الدقيق بينهما هو أن الحقيقة جارية على العموم في نظائر ألا ترى أنا إذا قلنا فلان « عالم » صدق على كل ذي علم بخلاف « و اسأل القرية » لأنه لا يصح إلا في بعض الجمادات دون بعض إذ المراد أهل القرية
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٤١٧
لأنهم ممن يصح السؤال لهم ولا يجوز أن يقال واسأل الحجر والتراب وقد يحسن أن يقال واسأل الربع والطلل قال الأعشى :
ألم تسأل الربع القواء فينطق وهل تخبرنك اليوم بيداء سماق
٢- الاستعارة التمثيلية في قطعت لهم ثياب :


الصفحة التالية
Icon