و فلاة زوراء وهو أزور عن مقام الذل وتقول : قوم عن مواقف الحق زور، فعلهم رياء وقولهم زور، وما لكم تعبدون الزور وهو كل ما عبد من دون اللّه وأنا أزيركم ثنائي وأزرتكم قصائدي » هذا وقد نظم بعضهم معاني هذه المادة بالأبيات التالية :
الصّدر والزائر فهو زور وكلّ زوار النساء زير
في جمع أزور يقال زور أعني به ذا ميل في الصدر
زيارة أي مرة فزوره وهيئة الزيارة ادع زيره
و قطعة الكتان أما الزّوره فموضع ذو شجر وطين
و سميت بغداد بالزوراء لانحراف قبلتها قال الطغرائي :
فيم الإقامة بالزوراء لا سكني بها ولا ناقتي فيها ولا جملي
(فَتَخْطَفُهُ) : في القاموس : خطف يخطف من باب تعب خطفا الشي ء استلبه بسرعة وخطف البرق البصر ذهب به بسرعة.
(سَحِيقٍ) : بعيد أي فهو لا يرجى خلاصه.
(شَعائِرَ اللَّهِ) : جمع شعيرة أو شعارة بالكسر وفي المصباح :
« و الشعائر أعلام الحج وأفعاله الواحدة شعيرة أو شعارة بالكسر والمشاعر مواضع المناسك ».
الاعراب :
(ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ) ذلك قال الزمخشري :« خبر مبتدأ محذوف أي الأمر والشأن ذلك كما يقدم
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٤٢٧
الكاتب جملة من كتابه في بعض المعاني ثم إذا أراد الخوض في معنى آخر قال : هذا وقد كان كذا »
ومعنى هذا انه يذكر للفصل بين كلامين أو بين وجهي كلام واحد، وقيل مبتدأ محذوف الخبر أي ذلك الأمر الذي ذكرته وقيل في موضع نصب تقديره امتثلوا ذلك ونظير هذه الاشارة البليغة قول زهير في وصف هرم بن سنان :
هذا وليس كمن يعيا بخطبته وسط النديّ إذا ما ناطق نطقا
و كان وصفه قبل هذا بالكرم والشجاعة ثم وصفه في هذا البيت بالبلاغة فكأنه قال : هذا خلقه وليس كمن يعيا بخطبته.


الصفحة التالية
Icon