البلاغة :
١- الاستفهام في قوله تعالى « فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ » معناه التقرير وهو حمل المخاطب على الإقرار بما يعرفه ويماري فيه، ويلجأ الى المكابرة والسفسطة في مخالفته، وقال أبو حيان :« و يصحب هذا الاستفهام معنى التعجب فكأنه قيل ما أشد ما كان انكاري عليهم » وهذا واضح أيضا فالاستفهام إذن للتقرير التعجبي.
٢- الانفصال في قوله تعالى « وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ » فإن لقائل أن يقول ان القلوب لا تكون إلا في الصدور فأية فائدة في ذكر ما هو متعارف وكائن لأنه معلوم والانفصال عن ذلك أن يقال ان المتعارف ان العمى الحقيقي مكانه البصر لأنه إصابة الحدقة بما يطمس نورها واستعماله في القلب مجاز فلما أريد نقله من الحقيقة الى المجاز كان الكلام بمثابة إثبات ما هو خلاف المتعارف وما هو الأصل فاحتاج الى زيادة تعيين ليتقرر أن العمى مكانه هو القلوب لا الأبصار كما تقول ليس المضاء للسيف ولكنه للسانك الذي بين فكيك فقوله بين فكيك تقرير لما ادعيته للسانه ونفي المضاء عن السيف وهو المتعارف وهذا من أوابد البيان فافهمه، وجملة الأمر ان الخلل ليس في مشاعرهم فهي سليمة لا عيب فيها وإنما الخل
الف
ار المشيد : قيل هما خاصان قال الخطيب الشربيني في تفسيره :« روي أن هذه البئر نزل عليها صالح مع أربعة آلاف نفر ممن آمن به ونجاهم اللّه تعالى من العذاب وهي بحضرموت
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٤٤٧
و إنما سميت بذلك لأن صالحا حضرها حين مات وثم بلدة عبد البئر اسمها حاضورا بناها قوم صالح وأمّروا عليهم جلهس بن جلاس وأقاموا بها زمانا ثم كفروا وعبدوا صنما وأرسل اللّه إليهم حنظلة بن صفوان نبيا فقتلوه فأهلكهم اللّه تعالى وعطل بئرهم وخرب قصورهم والأولى أن تكون البئر عامة وأن يكون القصر عاما أي كم من قرية أهلكناها وكم من بئر عطلناها من سقاتها وكم من قصر مشيد تفرق عنه أهلوه وتحمل عنه ساكنوه.


الصفحة التالية
Icon