لما رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إعراض قومه عنه، لعيبه أصنامهم وزرايته بآلهتهم، أخذه الضجر من هذا الإعراض، ولحرصه على إسلامهم وتهالكه عليه تمنى أن لا ينزل عليه ما ينفرهم لعله يتخذ ذلك طريقا الى استمالتهم واستنزالهم عن غيهم وعنادهم فاستمر به ما تمناه حتى نزلت عليه سورة « وَالنَّجْمِ إِذا هَوى » وهو في نادي قومه وذلك التمني في نفسه فأخذ يقرؤها فلما بلغ قوله :« وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى » « أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ » التي تمناها بأن وسوس له بما شيعها به فسبق لسانه على سبيل السهو والغلط الى أن قال : تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى، وروى الغرانقة ولم يفطن له حتى أدركته العصمة فتنبه اليه وقيل نبهه جبريل عليه السلام أو تكلم الشيطان بذلك فأسمعه الناس فلما سجد في آخرها سجد معه جميع من في النادي وطابت نفوسهم وكان تمكين الشيطان من ذلك محنة من اللّه وابتلاء زاد المنافقون به شكا وظلمة والمؤمنون نورا وإيقانا.
و فيما يلي طائفة من أقوال العلماء والمفسرين فقال الرازي ما خلاصته :
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٤٥٢


الصفحة التالية
Icon