هذا ما ذكره العالم الهندي مولانا محمد علي وهو كاف في الرد على هؤلاء المستشرقين الذين ينظرون الى نبوة محمد نظرة مادية مجردة من الإيحاء الإلهي وما ذلك إلا من قبيل التعصب الديني المبني على عداء سياسي انهم ينكرون أن يكون محمد ذا نبوة صحيحة بينما هم يقرون بهذه النبوة نفسها لجميع أنبياء بني إسرائيل.
خلاصة البحث الجليل الذي كتبه الامام محمد عبده :
و الآن آن لنا أن نلخص البحث الممتع الذي كتبه الامام الشيخ محمد عبده وفيه قطعت جهيزة قول كل خطيب :
« لا يخفى على كل من يفهم العربية وقرأ شيئا من القرآن أن قوله تعالى « وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ... الآيات » يحكي قدرا قدر للمرسلين كافة لا يعدونه ولا يقفون دونه ويصف شنشنة عرفت فيهم وفي أممهم فلو صح ما قال أولئك المفسرون لكان المعنى أن جميع الأنبياء والمرسلين قد سلط الشيطان عليهم فخلط في الوحي المنزل إليهم ولكنه بعد هذا الخلط ينسخ اللّه كلام الشيطان ويحكم اللّه آياته وهذا من أقبح ما يتصور متصور في اختصاص اللّه تعالى لأنبيائه واختيارهم من خاصة أوليائه فلندع هذا الهذيان ولنعد الى ما نحن بصدده » وبعد أن أفاض الأستاذ الامام في ذكر اللّه لنبيه أحوال الأنبياء والمرسلين قبله ليبين له سنته فيهم وانه لم يبعث واحد منهم في أمة إلا كان له خصوم يؤذونه بالتأويل والتحريف قال « فعلى هذا المعنى الذي يتفق مع ما لقيه الأنبياء جميعا يجب أن تفسر الآية وذلك يكون على وجهين :
الأول :
أن يكون تمنى بمعنى قرأ والأمنية بمعنى القراءة وهو معنى قد
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٤٦٢
يصح وقد ورد استعمال اللفظ فيه قال حسان بن ثابت في عثمان رضي اللّه عنهما :
تمنى كتاب اللّه أول ليلة وآخره لاقى حمام المقادر


الصفحة التالية
Icon