هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ) هيهات اسم فعل ماض بمعنى بعد وسيأتي الكلام عليها مطولا في باب الفوائد والثانية تأكيد لفظي لها واللام زائدة وما اسم موصول فاعل لاسم الفعل وهو هيهات ومحله القريب الجر باللام الزائدة ومحله البعيد الرفع على أنه فاعل هيهات، ويجوز أن تكون ما مصدرية، والمصدر المؤول فاعل هيهات، وسيأتي مزيد من الأوجه في اعراب هذا التركيب في باب الفوائد.
الفوائد :
١- في قوله تعالى « أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ » الآية : اختلفت آراء الأئمة النحاة والمفسرين في اعراب هذه الآية وقد ذكرنا في الاعراب ما رأيناه أقرب الى التناول وأدنى الى المنطق وسنورد لك هنا ما قالوه لوجاهته، ولترى ما تختار فقال سيبويه : إن خبر « أن » الأولى محذوف لدلالة خبر الثانية عليه تقديره « أنكم مخرجون » وهو العامل في الظرف و « أن » الثانية وما في حيزها بدل من الأولى.
و ذهب الجرمي والمبرد والفراء : الى أن خبر « أن » الأولى هو مخرجون وهو العامل في « إذا » وكررت الثانية توكيدا لما طال الفصل وهذا هو الوجه الذي اخترناه.
و اختار أبو البقاء أن اسم الأولى محذوف أقيم مقام المضاف اليه تقديره : أن إخراجكم، و « إذا » هو الخبر و « أنكم مخرجون » تكرير لأن « أن » وما عملت فيه للتوكيد أو للدلالة على المحذوف.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٥١٢
و قيل « أنكم مخرجون » مبتدأ وخبره الظرف مقدما عليه والجملة خبر عن « أنكم » الأولى والتقدير : أيعدكم انكم إخراجكم كائن أو مستقر وقت موتكم، ولا يجوز أن يكون العامل في « إذا » مخرجون لأن ما في حيز « أن » لا يعمل فيما قبلها ولا يعمل فيها « متم » لأنه مضاف اليه، وانكم وما في حيزه في محل نصب أو جر بعد حذف حرف الجر إذ الأصل أيعدكم بأنكم، ويجوز أن لا يقدر حرف جر فيكون في محل نصب فقط نحو وعدت زيدا خيرا.
٢- هيهات :