إني واللّه لقد عرفت أنكم سمعتم بهذا حتى استقر في نفوسكم وصدقتم به فان قلت لكم : إني بريئة لا تصدقوني، وإن اعترفت لكم بأمر، واللّه يعلم أني بريئة، لتصدقوني واني واللّه ما أجد لي ولكم مثلا إلا كما قال أبو يوسف : فصبر جميل واللّه المستعان على ما تصفون.
ثم تحولت فاضطجعت على فراشي، فو اللّه ما رام رسول اللّه مجلسه ولا خرج من أهل البيت أحد حتى أنزل اللّه عز وجل على نبيه فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي حتى انه ليتحدّر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشاتي.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٥٧٥
فلما سرّي عن رسول اللّه وهو يضحك كان أول كلمة تكلم بها أن قال : أبشري يا عائشة أما اللّه فقد برأك.
قالت لي أمي : قومي اليه.
قلت : واللّه لا أقوم اليه ولا أحمد إلا اللّه الذي أنزل براءتي.
و كان أبو بكر ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره فأقسم لا ينفق عليه شيئا أبدا فأنزل اللّه عز وجل :« و لا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى... الى قوله : ألا تحبون أن يغفر اللّه لكم » ؟
فقال أبو بكر : واللّه إني لأحب أن يغفر اللّه لي، ورجع الى مسطح النفقة التي كان ينفقها عليه.
هذا وسيأتي في بقية الآيات ما يتعلق بهذا الحديث.
[سورة النور (٢٤) : الآيات ١٢ الى ١٥]