كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة : العينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا والقلب يهوى ويتمنى ويصدّق ذلك الفرج أو يكذبه ». والمعنى أن اللّه تعالى يعذب العين بالنار يوم القيامة لتطلعها الى محرم بقصد بلا فجاءة، والخطا بفتح الخاء المشي الى المعصية.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٥٩٨
و عن عقبة بن عامر رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال :« إياكم والدخول على النساء فقال رجل من الأنصار :
أ فرأيت الحم؟ قال : الحم الموت »
رواه البخاري ومسلم ثم قال :
و معنى كراهية الدخول على النساء على نحو ما روي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال :« لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ».
و الحم بفتح الحاء وتخفيف الميم وبإثبات الواو أيضا وبالهمز أيضا هو أبو الزوج ومن أدلى به كالأخ والعم وابن العم ونحوهم وهو المراد هنا كذا فسره الليث بن سعد وغيره وأبو المرأة أيضا ومن أدلى به وقيل بل هو قريب الزوج فقط وقيل قريب الزوجة فقط. قال أبو عبيد في معناه يعني فليمت ولا يفعلنّ ذلك فاذا كان هذا رواية في أب الزوج وهو محرم فكيف بالغريب؟ ومعنى الحمو الموت : أي الخوف منه أكثر من غيره والشر يتوقع منه والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول الى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه.
[سورة النور (٢٤) : الآيات ٣٢ الى ٣٣]


الصفحة التالية
Icon