ذكر النحاة معاني لإلى الجارة أحدها الانتهاء وهو الأصل فيها وثانيها المعية كقوله تعالى :« مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ » أي مع اللّه وثالثها التبيين وهي المبينة لفاعلية مجرورها بعد ما يفيد حبا أو بغضا من فعل تعجب أو اسم تفضيل نحو :« رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ » ورابعها مرادفة اللام نحو « وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ » وخامسها موافقة (في) كقول النابغة الذبياني :
فلا تتركني بالوعيد كأنني إلى الناس مطليّ به القار أجرب
و سادسها موافقة (عند) كقول أبي كبير الهذلي :
أم لا سبيل الى الشباب وذكره أشهى إليّ من الرحيق السّلسل
و سابعها التوكيد كقراءة بعضهم :« أفئدة من الناس تهوى إليهم » بفتح الواو في تهوى على تضمين تهوى معنى تميل.
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٤١
[سورة البقرة (٢) : الآيات ١٦ الى ١٧]
أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (١٦) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ (١٧)
الإعراب :