٢- التشبيه المرسل في قوله « مثل نوره كمشكاة فيها مصباح | الآية » فقد جاء التشبيه هنا بواسطة الأداة وهي الكاف، |
و المراد أن النور الذي شبه به الحق نور متضاعف قد تناحر فيه المشكاة والزجاجة والمصباح والزيت حتى لم تبق بقية مما يقوي النور، واختلفوا في هذا التشبيه هل هو تشبيه تمثيلي أي مركب قصد فيه تشبيه جملة بجملة من غير نظر الى مقابلة جزء بجزء بل قصد تشبيه هداه وإتقانه صنعته في كل مخلوق على الجملة بهذه الجملة من النور الذي تتخذونه وهو أبلغ صفات النور عندكم، أو تشبيه غير تمثيلي أي غير مركب قصد فيه مقابلة جزء بجزء، وأجاز القرطبي الوجهين وهذا نص عبارته :
« قوله مثل نوره أي صفة دلائله التي يقذفها في قلب المؤمن والدلائل تسمى نورا وقد سمى اللّه تعالى كتابه نورا فقال :« و أنزلنا إليكم نورا مبينا » وسمى نبيه نورا فقال :« قد جاءكم من اللّه نور وكتاب مبين » وهذا لأن الكتاب يهدي ويبين وكذلك الرسول، ووجه الاضافة الى اللّه تعالى أنه مثبت الدلالة ومبينها وواضعها، وتحتمل الآية معنى آخر ليس فيه مقابلة جزء من المثال بجزء من المثل به بل وقع التشبيه فيه لجملة بجملة وذلك أن يريد مثل نور اللّه الذي هو هداه وإتقانه صنعة كل مخلوق وبراهينه الساطعة على الجملة كهذه الجملة من النور الذي تتخذونه أنتم على هذه الصفة التي هي أبلغ صفات النور الذي بين أيدي الناس فمثل نور اللّه في الوضوح كهذا الذي هو منتهاكم أيها البشر ».
و أبدع الكرخي في تحديده هذا التشبيه التمثيلي فقال :
«...