و نكر الماء في قوله « من ماء » وعرفه في قوله « و جعلنا من الماء كل شي ء حي » لأن المقصد في الآية هنا اظهار أن شيئا واحدا تكونت منه بالقدرة أشياء مختلفة ذكر تفاصيلها في آية النور والرعد، والمقصد في آية « اقترب » أنه خلق الأشياء المتفقة في جنس الحياة من جنس الماء المختلف الأنواع فذكر معرفا ليشمل أنواعه المختلفة.
٣- الاستعارة :
الاستعارة في قوله « فمنهم من يمشي على بطنه » فقد سمى الزحف على البطن مشيا على سبيل الاستعارة المكنية كما قالوا في الأمر المستمر : قد مشى هذا الأمر، ويقال فلان لا يتمشى له أمر.
٤- التغليب :
و في قوله « من يمشي على بطنه ومن يمشي على أربع » تغلبب للعاقل على غيره وقد مرت له نظائر كثيرة لأنه لما اختلط غير العاقل بالعاقل في الفصل بمن وكل دابة كان التعبير بمن أولى لتوافق اللفظ.
و قيل أوقع « من » على غير العاقل لما اختلط بالعاقل ويحتمل أن تكون من نكرة موصوفة بالجملة بعدها والتقدير فمنهم نوع يمشي على بطنه ونوع يمشي على رجلين ونوع يمشي على أربع على حد : ومن الناس من يعبد اللّه على حرف، قال ابن هشام : ويجوز في من أن تكون نكرة موصوفة بالجملة بعدها والتقدير ومن الناس ناس يعبدون اللّه.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٦٣٧
[سورة النور (٢٤) : الآيات ٥٠ الى ٥٣]


الصفحة التالية
Icon