المقتر) الضّيّق الرزق.
الاعراب :
(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ) اضطرب كلام المفسرين والمعربين وأئمة اللغة في إعراب هذا التركيب البليغ، وأدلى كل واحد منهم بحجة، وحشد كل ما لديه، لإثبات ما ارتآه. ولهذا تعذّر على المعرب المفاضلة والترجيح، وسنلخص ما رأيناه أقرب الى الصواب منها :
رأي سيبويه : وهو إعراب « الذين » مبتدأ خبره محذوف، أي فيما يتلى عليكم حكمهم. وسيرد مثله في القرآن الكريم، ومنه « و السارق والسارقة ». وجملة « يتربصن » تفسيرية للحكم المتلوّ لا محل لها.
رأي الزمخشري : وهو « الذين » مبتدأ على تقدير حذف المضاف، أراد : وأزواج الذين يتوفون منكم، وخبره جملة يتربصن.
رأي المبرّد : وهو جعل جملة « يتربصن » خبرا لمبتدأ محذوف والتقدير : أزواجهم يتربصن، والجملة الاسمية خبر « الذين »، والرابط هو الضمير، أي النون في « يتربصن »، والجملة مستأنفة مسوقة لبيان حكم آخر.
منكم : الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال (وَيَذَرُونَ)
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٣٥٢
عطف على يتوفون (أَزْواجاً) مفعول به (يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ) فعل مضارع مبني على السكون وقد مر إعراب الجملة فيما تقدم (أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) ظرف زمان متعلق بيتربصن (وَعَشْراً) عطف على أربعة.
و ذكر العدد لأنه أراد عشر ليال، والأيام داخلة معها، ولا تراهم أبدا يستعملون التذكير تقول : صمت عشرا وسرت عشرا، قال :
أ شوقا ولمّا يمض لي غير ليلة فكيف إذا جدّ المطيّ بنا عشرا