الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير ».
و قول الشاعر :
قالوا خراسان أقصى ما يراد بنا ثم القفول فقد جئنا خراسانا
أي أن هذه البلدة أبعد ما يراد بنا، وغاية سفرنا، ثم يكون القفول والرجوع، وقوله فقد جئنا مرتب على محذوف أي إن صدقوا فقد جئنا خراسان فلم لم نتخلص من السفر، ويجوز أنه عدل الى الخطاب أي فقولوا لهم اقطعوا السفر بنا وارجعوا فقد جئنا الموعد.
و قد حرف تحقيق وكذبوكم فعل وفاعل و
ره إذا منعه لأن المستعيذ باللّه طالب منه أن يمنع المكروه فلا يلحقه فكأن المعنى اسأل اللّه أن يمنع ذلك منعا ويحجره حجرا ».
و قد ساءل الزمخشري فقال :« فإذا قد ثبت أنه من باب المصادر فما معنى وصفه بمحجور؟ قلت : جاءت هذه الصفة لتأكيد معنى الحجر كما قالوا ذيل زائل، والذيل الهوان وموت مائت والحجر العقل لأنه يمنع صاحبه وفي الأساس :« و في ذلك عبرة لذي حجر وهو اللّب، وهذا حجر عليك : حرام، وحجر عليه القاضي حجرا، واستقينا من الحاجر وهو منهبط يمسك الماء وفلان من أهل الحاجر وهو مكان بطريق مكة، وقعد حجرة أي ناحية، وأحاطوا بحجرتي العسكر وهما جاباه، وحجّر حول العين بكيّة، وعوذ باللّه وحجر، وامرأة بيضاء المحاجر، وبدا محجرها من النقاب، واستحجر الطين وتحجّر : صلب
إعراب القرآن وبيانه، ج ٦، ص : ٦٨٤
كالحجر، وتحجر ما وسعه اللّه : ضيقه على نفسه، وقراءة العامة على كسر الحاء وقرى ء بالضم وهو لغة فيه وحكى أبو البقاء فيه لغة ثالثة وهي الفتح، قال وقد قرى ء بها.
(هَباءً) : الهباء قال في القاموس والتاج : الغبار ودقائق التراب ساطعة ومنثورة على وجه الأرض والقليلو العقول من الناس وفعله هبا يهبو هبوّا » وقال الزمخشري :« و الهباء ما يخرج من الكوة مع ضوء الشمس شبيه الغبار وفي أمثالهم أقل من الهباء » قال :« و لام الهباء واو بدليل الهبوة » قلت وقال المتنبي :