الرَّسِّ) : اسم بئر معينة، قال أبو عبيدة : هي البئر المطوية والجمع الرساس، ومنه قول الشاعر :
و هم سائرون إلى أرضهم تنابلة يحفرون الرساسا
و قيل : الرس قرية، وكان أصحاب الرس قوما من عبدة الأصنام أصحاب آبار ومواش فبعث اللّه إليهم شعيبا فدعاهم الى الإسلام فتمادوا في طغيانهم وفي إيذائه، وقيل هم أصحاب النبي حنظلة بن صفوان كانوا مبتلين بالعنقاء وسيأتي بحثها، فكانت تسكن جبلهم وتنقض على صبيانهم فتخطفهم إن أعوزها الصيد فدعا عليها حنظلة فأصابتها الصاعقة ثم انهم قتلوا حنظلة فأهلكوا، وقيل هم أصحاب الأخدود والرس هو الأخدود وقيل الرس بانطاكية قتلوا فيها حبيبا النجار.
و العنقاء هي أعظم ما يكون من الطير سميت لطول عنقها، ويقال لها عنقاء مغرب على الاضافة أو العنقاء المغرب والمغربة على الوصف وهي طائر مجهول الجسم لم يوجد، والداهية، ويقال في الإخبار عن هلاك الشي ء وبطلانه : حلقت به عنقاء مغرب، وسميت بالمغرب إما
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ١٤
لإتيانها بأمر غريب وهو اختطاف الصبيان وقيل : انها اختطفت عروسا أو لغروبها أي غيبتها، ومغرب بضم الميم وفتحها وقيل غير ذلك مما يطول تعداده :
و قيل الرس : ماء ونخل لبني أسد وقيل الثلج المتراكم في الجبال والرس اسم واد، قال زهير :
بكرن بكورا واستحرنا بسحرة فهن ووادي الرس كاليد في الفم
(تَبَّرْنا) : فتتنا، ومنه التبر لفتات الذهب والفضة.
الاعراب :
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً) الواو استئنافية والجملة مستأنفة مسوقة لتأكيد ما مرّ من تسلية محمد صلى اللّه عليه وسلم بحكاية ما جرى للأنبياء وما كابدوه من أقوامهم.