وَ لَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (٥٠) وَلَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً (٥١) فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً (٥٢) وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً (٥٣) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً (٥٤)
وَ يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً (٥٥) وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً (٥٦) قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (٥٧)
اللغة :
(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) : جعلهما متجاورين متلاصقين بحيث لا يتمازجان وفي المصباح :« المرج : أرض ذات نبات ومرعى والجمع مروج مثل
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ٢٧
فلس وفلوس، ومرجت الدابة مرجا من باب قتل : رعت في المرج، ومرجتها مرجا : أرسلتها ترعى في المرج ». وفي المختار : وقوله تعالى :
« مرج البحرين » أي خلاهما لا يلتبس أحدهما بالآخر. وفي الأساس :
« أمرج الدواب ومرجها : أرسلها في المرج والمروج، ومرج السلطان الناس، ورجل مارج : مرسل غير ممنوع، ولا يزال فلان يمرج علينا مروجا : يأتينا مفاجئا، ومرج الخاتم في الإصبع قلق. ومن المجاز :
« مرج اللّه البحرين، ومرج فلان لسانه في أعراض الناس وأمرجه، وفلان سرّاج مرّاج : كذاب، ومرجت عهودهم وقد مرج أمرهم مرجا ومروجا، وأمر مارج ومريج، وفي الحديث :« كيف أنتم إذا مرج الدين وظهرت الرغبة » قال زهير :
مرج الدين فأعددت له مشرف الحارك محبوك الثبج
يرهب السوط سريعا فإذا ونت الخيل من الشد معج