فقد عرفت من ذلك أن الصور الاثني عشرة لمنطقة البروج تنقسم على الفصول الأربعة، فللربيع الحمل والثور والجوزاء، وللصيف السرطان والأسد والسنبلة، وللخريف الميزان والعقرب والقوس، وللشتاء الجدي والساكب والحوت.
(سِراجاً) : السراج الشمس كقوله تعالى « و جعل الشمس سراجا ».
(خِلْفَةً) : أي يخلف كل واحد منهما الآخر فالخلفة مصدر هيئة.
و عبارة القرطبي : قال أبو عبيدة : الخلفة كل شي ء بعد شي ء فكل واحد من الليل والنهار يخلف صاحبه، ويقال للمبطون : أصابه خلفة أي قيام وقعود يخلف هذا ذاك، ومنه خلفة النبات وهو ورق يخرج بعد الورق الأول في الصعيد. وقال مجاهد : خلفة من الخلاف هذا أبيض وهذا أسود والأول أقوى، وقيل يتعاقبان في الضياء والظلام والزيادة والنقصان، وقيل هو من باب حذف المضاف أي جعل الليل والنهار ذوي خلفة أي اختلاف لمن أراد أن يذكر أي يتذكر فيعلم أن اللّه لم يجعلهما كذلك عبثا فيعتبر في مصنوعات اللّه تعالى ويشكر اللّه على نعمه عليه في العقل والفكر والفهم، وقال عمر بن الخطاب وابن عباس والحسن معناه من فاته شي ء من الخير بالليل أدركه بالنهار ومن فاته بالنهار أدركه بالليل.
(هَوْناً) : الهون : الرفق والسكينة، وهو مصدر وضع موضع الصفة للمبالغة وقد مرت له نظائر، ومنه الحديث :« أحبب حبيبك هونا ما » وقوله « المؤمنون هينون لينون » ومن أمثالهم « إذا عز أخوك فهن ».
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ٣٨
(غَراماً) : هلاكا وخسرانا وعذابا لازما، وفي المختار :« الغرام :
الشر الدائم والعذاب » قال بشر بن أبي خازم :
و يوم النسار ويوم الفجا.... ركانا عذابا وكان غراما والنسار ماء لبني عامر والفجار ماء لبني تميم، وقد جرت فيهما هاتان الواقعتان وكانتا عذابا على أهلهما وهلاكا دائما.
الاعراب :