لأن الأخذ كرها والمجي ء طائعا من صفات المبايعة واللّه منصوب على نزع الخافض أي واللّه، وأن تبايعا اسم إن والألف في تبايعا للإطلاق وهو من بايع أي عاهد وعلي متعلق بالخبر وتؤخذ وما عطف
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ٤٧
عليه بدل اشتمال من حيث المعنى، أما ابدال الجملة فيطرد في البدل المطابق نحو قعدت جلست في دار زيد.
و في بدل البعض من الكل كقوله تعالى :« أمدكم بما تعلمون :
أمدكم بأنعام وبنين »
فجملة أمدكم الثانية أخص من الأولى باعتبار متعلقيهما فتكون داخلة في الأولى لأن « ما تعلمون » تشمل الأنعام وغيرها، وبدل الاشتمال كقوله :
أقول له ارحل لا تقيمنّ عندنا وإلا فكن في السر والجهر مسلما
ف « لا تقيمن عندنا » بدل اشتمال من « ارحل » لما بينهما من المناسبة اللزومية وليس توكيدا له لاختلاف لفظيهما ولا بدل بعض لعدم دخوله في الأول ولا بدل كل من كل لعدم الاعتداد به كما تقدم.
و قد تبدل الجملة من المفرد بدل كل كقول الفرزدق :
إلى اللّه أشكو بالمدينة حاجة وبالشام أخرى كيف يلتقيان
فقد أبدل جملة كيف يلتقيان من حاجة وأخرى وهما مفردان، أما ابدال المفرد من الجملة فقد صرح أبو حيان في البحر بأن المفرد يبدل من الجملة كقوله تعالى « و لم يجعل له عوجا قيما » فقيما بدل من جملة لم يجعل له عوجا لأنها في معنى المفرد أي جعله مستقيما.
[سورة الفرقان (٢٥) : الآيات ٧٢ الى ٧٧]


الصفحة التالية
Icon