٢- المجاز العقلي :
المجاز العقلي في إسناد الخضوع للأعناق، فقد يقال كيف صح مجي ء خاضعين خبرا عن الأعناق والخضوع من خصائص العقلاء، وقد كان أصل الكلام « فظلوا لها خاضعين » والسر في ذلك انه لما وصفت بالخضوع الذي هو للعقلاء قيل خاضعين كما تقدم في قوله « لي ساجدين » وهناك أقوال أخرى أوصلها علماء البيان إلى سبعة نلخصها فيما يلي :
آ- المراد الرؤساء كما قيل لهم وجوه وصدور.
ب- انه على حذف مضاف أي فظل أصحاب الأعناق، ثم حذف وبقي الخبر على ما كان عليه قبل الحذف مراعاة للمحذوف.
ج- انه لما أضيف الى العقلاء اكتسب منهم هذا الحكم كما يكتسب التأنيث بالاضافة.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ٥٦
د- ان الأعناق جمع عنق من الناس وهم الجماعة يقال جاءنا عنق من الناس أي فوج وليس المراد الجارحة المعلومة.
ه- إقحام الأعناق لبيان موضع الخضوع وترك الكلام على أصله.
و- ما ذكره من أنها عوملت معاملة العقلاء لما أسند إليها ما يكون عادة من أفعال العقلاء على طريق المجاز العقلي.
ز- انه لما أضاف الأعناق إلى المذكر وكانت الأعناق متصلة بهم في الخلقة والتكوين أجري عليها حكمهم.
و عن ابن عباس رضي اللّه عنهما : نزلت هذه الآية فينا وفي بني أمية، قال : ستكون لنا عليهم الدولة فتذل لنا أعناقهم بعد صعوبة ويلحقهم هو ان بعد عزة.
٣- التتميم :
بقوله « أولم يروا الى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم » فقد كان يكفي أن يقال كم أنبتنا فيها من زوج كريم وما معنى الجمع بين كم وكل والجواب أن كلّا إنما دخلت للإحاطة بأزواج النبات وكم دلت على أن هذا المحاط مفرط بالكثرة، وبذلك تنبيه على تمام القدرة وكمالها، وهذا هو مقتضى التتميم الذي تقدمت الاشارة إليه، وتعريفه :