أصحاب الأيكة يقرأ بكسر التاء مع تحقيق الهمزة وتخفيفها بالإلقاء وهو مثل الأنثى والأنثى قرئ ليكة بياء بعد اللام وفتح التاء وهذا لا يستقيم إذ ليس في الكلام ليكة حتى يجعل علما فإن أدعي قلب الهمزة لا ما فهو في غاية البعد ».
الأيك والحمام في الشعر :
هذا وقد استهوى الأيك وحمامه الشعراء فكثرت أشعارهم فيه، أنشد أبو حاتم لرجل من بني نهشل :
ألام على فيض الدموع وإنني بفيض الدموع الجاريات جدير
أ يبكي حمام الأيك من فقد إلفه وأصبر عنها إنني لصبور
و أنشد الرياشي عن الأصمعي، قال : أنشدني منتجع بن نبهان لرجل من بني الصيّداء :
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ١٢٦
دعت فوق أفنان من الأيك موهنا مطوقة ورقاء في إثر آلف
فهاجت عقابيل الهوى إذ ترنمت وشبت ضرام الشوق تحت الشراسف
بكت بجفون دمعها غير ذارف وأغرت جفوني بالدموع الذّوارف
و الطريف في هذا الباب قول عوف بن محلّم :
ألا يا حمام الأيك إلفك حاضر وغصنك ميّاد ففيم تنوح
أفق لا تنح من غير شي ء فإنني بكيت زمانا والفؤاد صحيح
و لوعا فشطّت غربه دار زينب فها أنا أبكي والفؤاد جريح
(القسطاس) : بكسر القاف وضمها وقد قرئ بهما : الميزان السوي فإن كان من القسط وهو العدل وجعلت العين مكررة فوزنه فعلاس وإلا فهو رباعي وقيل هو بالرومية العدل.
(وَلا تَعْثَوْا) : ولا تفسدوا يقال عثا في الأرض وعثي وذلك نحو قطع الطريق والغارة وإهلاك الزروع وفي المختار :« عثا في الأرض
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ١٢٧
أفسد وبابه سما وعثي بالكسر عثوا أيضا وعثى بفتحتين بوزن فتى قال اللّه تعالى :« و لا تعثوا في الأرض مفسدين » قلت قال الأزهري :
القراء كلهم متفقون على فتح الثاء دل على أن القرآن نزل باللغة الثانية ».