فاسقني البكر التي اعتجرت بخمار الشيب في الرحم
فقال الرشيد لمن حضر : ما معناه؟ فقال أحدهم : إن الخمر إذا كانت في دنّها كان عليها شي ء مثل الزبد فهو الشيب الذي أراده، وكان الاصمعي حاضرا فقال : يا أمير المؤمنين إن أبا علي أجل خطرا وان معانيه لخفية فاسألوه عن ذلك فأحضر وسئل فقال : إن الكرم أول ما يخرج العنقود في الزرجون يكون عليه شي ء يشبه القطن فقال الأصمعي : ألم أقل لكم إن أبا نواس أدق نظرا مما قلتم.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ١٣٥
عود الى الآيات :
و نعود فنقول إنما كرر القرآن هذه الآيات في أول كل قصة وآخرها لأن هذه القصص قرعت بها آذان أصابها وقر وقلوب غلف، فلم يكن بد من مراجعتها بالترديد والتكرير لعل ذلك يفتح مغالقها ويجلو ما تحيفها من صدأ. وسيأتي من التكرير في القرآن ما يسكر النفوس ويخلب الألباب.
[سورة الشعراء (٢٦) : الآيات ١٩٢ الى ٢٠٣]
وَ إِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤) بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (١٩٥) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (١٩٦)
أَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ (١٩٧) وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (١٩٨) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (١٩٩) كَذلِكَ سَلَكْناهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (٢٠٠) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (٢٠١)
فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٢٠٢) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (٢٠٣)
اللغة :
(الْأَعْجَمِينَ) : قال الزمخشري : الأعجم الذي لا يفصح وفي نسانه عجمة واستعجام والاعجمي مثله إلا أن فيه لزيادة ياء النسبة زيادة تأكيد، وقرأ الحسن : الأعجميين، ولما كان من يتكلم بلسان غير
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ١٣٦


الصفحة التالية
Icon