ثم : تنازع أفرأيت وجاءهم في قوله « ما كانوا يوعدون » فإن أعملت الثاني وهو جاءهم كما تقدم في الاعراب رفعت به « ما كانوا » فاعلا به، ومفعول أرأيت الأول ضميره ولكنه حذف والمفعول الثاني هو الجملة الاستفهامية في قوله « ما أغنى عنهم » ولا بد من رابط بين هذه الجملة وبين المفعول الاول المحذوف وهو مقدر تقديره : أفرأيت ما كانوا يوعدونه، وإن أعملت الاول نصبت به « ما كانوا » مفعولا به وأضمرت في جاءهم فاعلا به والجملة الاستفهامية مفعول ثان أيضا والعائد مقدر على ما تقرر في للوجه قبله والشرط معترض وجوابه محذوف. وقد تقدم البحث مستوفى في هذا التعبير في سورة الأنعام وهذا كله إنما يتأتى على قولنا إن « ما » استفهامية ولا يضيرنا تفسيرهم لها بالنفي فإن الاستفهام قد يرد للنفي، وأما إذا جعلتها نافية، فتكون حرفا، ولا يتأتى ذلك لأن مفعول أرأيت الثاني
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ١٤٣


الصفحة التالية
Icon