لا شي ء مما ترى تبقى بشاشته يبقى الإله ويفنى المال والولد
لم تغن عن هرمز يوما خزائنه والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا
و لا سليمان إذ تجري الرياح له والجنّ والإنس فيما بينها ترد
حوض هنالك مورود بلا كذب لا بد من ورده يوما كما وردوا
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ١٥٥
و من شعر عثمان بن عفان رضي الله عنه :
غنى النفس يغني النفس حتى يكفّها وإن عضّها حتى يضر بها الفقر
و ما عمرة- فاصبر لها إن لقيتها- بكائنة إلا سيتبعها يسر ومن شعر علي بن أبي طالب ما قاله يوم صفين يذكر همدان ونصرهم إياه :
و لما رأيت الخيل ترجم بالقنا نواصيّها حمر النحور دوامي
و أعرض نقع في السماء كأنه عجاجة دجن ملبس بقتام
و نادى ابن هند في الكلاع وحمير وكندة في لخم وحيّ جذام
تيمّمت همدان الذين هم هم - إذا ناب دهر- جنتي وسهامي
فجاوبني من خيل همدان عصبة فوارس من همدان غير لئام
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ١٥٦
فخاضوا لظاها واستطاروا شرارها وكانوا لدى الهيجا كشرب مدام
فلو كنت بوّابا على باب جنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
و من شعر الحسن بن علي وقد خرج على أصحابه مختضبا، رواه المبرد :
تسوّد أعلاها وتأبى أصولها فليت الذي يسودّ منها هو الأصل
و من شعر الحسين بن علي وقد عاتبه أخوه الحسن في امرأته :
لعمرك انني لأحب دارا تحل بها سكينته والرباب
أحبهما وأبذل جلّ مالي وليس للائمي عندي عتاب
و من الخلفاء كثيرون قالوا الشعر فمن شعر عمر بن عبد العزيز :
أ يقظان أنت اليوم أم أنت حالم وكيف يطيق النوم حيران هائم
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ١٥٧
فلو كنت يقظان الغداة لحرقت جفونا لعينيك الدموع الس
واجم نهارك يا مغرور سهو وغفلة وليلك نوم والردى لك
لازم وتشغل فيما سوف تكره غبّه كذلك في الدنيا تعيش البهائم
و اشتهر من الفقهاء محمد بن إدريس الشافعي بالشعر فكان من أحسن الناس افتنانا بالشعر، وهو القائل :


الصفحة التالية
Icon