إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ٢٥١
الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ)
إن واسمها وجملة يقضي خبرها والظرف متعلق بمحذوف حال وبحكمه متعلقان بيقضي وهو مبتدأ والعزيز خبر أول والعليم خبر ثان.
الفوائد :
أحكام التاء المتحركة اللاحقة بالأسماء والصفات :
هذه التاء إحدى علامات التأنيث المختصة بالأسماء لأنه لما كان التأنيث فرعا للتذكير احتاج لعلامة تميزه، على أن العرب قد أنثوا أسماء كثيرة بتاء مقدرة ويستدل على ذلك التقدير بالضمير العائد عليها نحو :« النار وعدها اللّه الذين كفروا » و « حتى تضع الحرب أوزارها » و « إن جنحوا للسلم فاجنح لها » وبالإشارة إليها نحو :« هذه جهنم » وبثبوتها في تصغير الاسم نحو عيينة وأذينة مصغر عين وأذن من الأعضاء المزدوجة فإن التصغير يرد الأشياء الى أصولها، فإن القاعدة المشهورة هي : أن ما كان من الأعضاء مزدوجا فالغالب عليه التأنيث إلا الحاجبين والمنخرين والخدين فإنها مذكرة، على أن المرجع السماع فإن من المزدوج الكف وهي مؤنثة، وزعم المبرد أنها قد تذكر وأنشد :
و لو كفي اليمين تقيك خوفا لأفردت اليمين عن الشمال
و لكن هذا وهم من المبرد فإن اليمين بمنزلة اليمنى فهي مؤنثة.
و قال ابن يسعون : على انه رجع الى التأنيث فقال تقيك. ونعود الى طرق الاستدلال فنقول ويستدل على التقدير أيضا بثبوتها في فعله نحو :
« و لما فصلت العير » وبسقوطها من عدده كقول حميد الأرقط يصف قوسا عربية :
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ٢٥٢
أرمي عليها وهي فرع أجمع وهي ثلاث أذرع وأصبع
فأذرع جمع ذراع وهي مؤنثة بدليل سقوط التاء من عددها وهو ثلاث والواو في قوله « و هي » فرع للحال يقال قوس فرع إذا عملت من رأس القضيب ولم يرد بقوله وإصبع حقيقة مقدار الإصبع ولكنه أشار بذلك الى كمال القوس كما تقول : الثوب سبع أذرع وزائد تريد أنها موفاة هذا العدد.


الصفحة التالية
Icon