عمرك اللّه) : مصدر يقال : أطال اللّه عمرك وعمرك بالضم والفتح وهما وإن كانا مصدرين بمعنى إلا أنه استعمل أحدهما في القسم وهو المفتوح العين فإذا أدخلت عليه لام الابتداء رفعته بالابتداء والخبر محذوف والتقدير لعمر اللّه قسمي فإن لم تأت باللام نصبته نصب المصادر وقلت عمر اللّه ما فعلت كذا وعمرك اللّه ما فعلت كذا فكأنك قلت بتعميرك اللّه أي باقرارك له بالبقاء، ومنه قول عمر ابن أبي ربيعة :
أيها المنكح الثّريا سهيلا عمرك الله كيف يلتقيان
يريد سألت اللّه أن يطيل عمرك وهو في قول أبي الطيب مصدر ومعناه : سألت اللّه أن يعمرك تعميرا.
(أحلى من التوحيد) قال الواحدي :« كنّ يمصصن ريقي لحبهنّ إياي فكانت الرشفات في فمي أحلى من كلمة التوحيد وهي لا إله إلا اللّه وهذا إفراط وتجاوز حد ».
قال ابن القطاع : ذهب كثير من الناس الى أن لفظة أفعل من كذا توجب تفضيل الأول على الثاني في جميع المواضع وذلك غلط والصحيح أن أفعل يجي ء في كلام العرب على خمسة أوجه :
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ٣١٦
أحدها : أن يكون الأول من جنس الثاني ولم يظهر لأحدهما حكم يزيد على الأول به زيادة يقوم عليها دليل من قبل التفضيل فهذا يكون حقيقة في الفضل لا مجازا وذلك كقولك زيد أفضل من عمرو وهذا السيف أصرم من هذا.
و الثاني : أن يكون الأول من جنس الثاني أو قريبا منه ومحتملا للحاق به وقد سبق للثاني حكم أوجب له الزيادة بالدليل الواضح فهذا يكون على المقاربة في التشبيه لا التفضيل نحو قولك الأمير أكرم من حاتم وأشجع من عمرو، وبيت المتنبي من هذا القبيل أي يترشفن من فمي رشفات هنّ قريب من التوحيد.
و الثالث : أن يكون الأول من جنس الثاني أو قريبا منه والثاني دون الاول فهذا يكون على الإخبار المحض نحو قولك : الشمس أضوأ من القمر والأسد أجرأ من النمر.


الصفحة التالية
Icon