فحذف في الآية مفعولا تزعمون وفي البيت مفعولا تحسب لدليل ما قبلهما عليهما أي تزعمونهم شركاء وتحسب حبهم عارا علي، وأما حذف أحدهما اختصارا لدليل فقد أجازه الجمهور كقوله تعالى « و لا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم اللّه من فضله هو خيرا لهم » تقديره ولا يحسبن الذين يبخلون ما يبخلون به هو خيرا لهم فحذف المفعول الأول للدلالة عليه، وكقول عنترة :
و لقد نزلت فلا تظني غيره مني بمنزلة المحب المكرم
تقديره فلا تظني غيره مني واقعا، فحذف المفعول الثاني، والتاء في نزلت مكسورة والحاء والراء من المحب المكرم مفتوحتان.
و في الباب الخامس من المغني بيان انه قد يظن الشي ء من باب الحذف وليس منه : جرت عادة النحويين أن يقولوا : يحذف المفعول اختصارا واقتصارا ويريدون بالاختصار الحذف لدليل وبالاقتصار الحذف لغير دليل ويمثلونه ينحو « كلوا واشربوا » أي أوقعوا هذين الفعلين، وقول العرب فيما يتعدى الى اثنين : من يسمع يخل، أي تكن منه
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ٣٦٣


الصفحة التالية
Icon