و الوجه عندنا قول الخليل وسيبويه وهو أن « وي » اسم سمي به
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ٣٨٨
الفعل على قياس مذهبهما فكأنه اسم اعجب ثم ابتدأ فقال :« كأنه لا يفلح الكافرون » ف « كأن » هنا إخبار عار من معنى التشبيه ومعناه ان اللّه يبسط الرزق و « وي » منفصلة من « كأن » وعليه قول الشاعر : وي كأن من (البيت) ومما جاءت فيه « كأن » عارية من معنى التشبيه قوله :
كأنني حين أمسي لا تكلمني متيم أشتهي ما ليس موجودا
أي أنا حين أمسي متيم من حالي كذا وكذا.
و قال البغدادي في خزانة الأدب :« و أما قول أبي الفتح أن « وي » عند سيبويه والخليل بمعنى أعجب فمردود وكذا قوله : ان « كأن » عندهما عارية عن التشبيه، وأما تنظيره لخلو التشبيه بقوله :
كأنني حين أمسي (البيت) فهو مذهب الزجاج فيما إذا كان خبر « كأن » مشتقا لا تكون للتشبيه لئلا يتحد المشبه والمشبه به. وأجيب بأن الخبر في مثله محذوف أي كأنني رجل متيم فهي على الأصل للتشبيه ».
و قال التبريزي في شرح المعلقات « و قوله « ويك » قال بعض النحويين معناه ويحك وقال بعضهم معناه ويلك وكلا القولين خطأ لأنه كان يجب أن يقرأ « ويك انه » كما يقال ويلك انه وويحك انه ».
و قال الزمخشري في كشافه :« وي مفصولة عن كأن وهي كلمة تنبه على الخطأ وتندم ومعناه أن القوم قد تنبهوا على خطئهم في
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ٣٨٩
تمنيهم، وقولهم :« يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون »
وتندموا ثم قالوا « كأنه لا يفلح الكافرون » أي ما أشبه الحال بأن الكافرين لا ينالون الفلاح وهو مذهب الخليل وسيبويه قال :
وي كأن من يكن له نشب (البيت).


الصفحة التالية
Icon