فجعل ماء العنب ضوءا لأنه أشد توهّجا وأكثر لألاء من قشره
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٤٦
الذي هو بمثابة نور يصون ذلك الضوء ويحفظه فما أبرع ابن الرومي في اقتباسه.
الفوائد :
١- لكاف التشبيه ثلاث حالات :
آ- يتعيّن أن تكون اسما وهي ما إذا كانت خبرا أو فاعلا أو مفعولا أو مجرورة بحرف أو إضافة كما تقدم في الآية وكقول أبي الطيب :
و ما قتل الأحرار كالعفو عنهم ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا
ب- يتعين أن تكون حرفا وهي الواقعة صلة للموصول.
ج- يجوز فيها الأمران فيما عدا ذلك وسيأتي المزيد من بحث الكاف في هذا الكتاب.
٢- ترك : في الأصل بمعنى طرح وخلّى فيتعدّى لواحد وقد يتضمن معنى التصيير فيتعدّى لاثنين.
[سورة البقرة (٢) : الآيات ١٨ الى ٢٠]
صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (١٨) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (١٩) يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ (٢٠)
إعراب القرآن وبيانه، ج ١، ص : ٤٧
اللغة :
(صُمٌّ) جمع أصمّ وهو الذي لا يسمع، يقال : صمّ يصمّ بفتح الصاد فيهما أي ثقل السمع منه وقيل : أصله السّدّ وصست القارورة أي سددتها.
(بُكْمٌ) : جمع أبكم وهو الذي لا يتكلم أي الأخرس.
(عُمْيٌ) جمع أعمى والعمى ظلمة في العين تمنع من إدراك المبصرات والفعل منها على وزن عمي على فعل بكسر العين واسم الفاعل على أعمى وهو قياس الآفات والعاهات.
(صيّب) : هو المطر الذي يصوب أي ينزل وأصله صيوب اجتمعت الياء والواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء.


الصفحة التالية
Icon