و الجلة فقة التمر تتخذ من سعف النخل وليفه ولذلك وصفها بالصهبة يقول : لما أصبحوا ظهر على معرسهم وهو موضع نزولهم نوى التمر وعلاه لكثرته على انهم لحاجتهم لم يلقوا إلا بعضه.
٣- أن تكون بمعنى صار كقولك : أصبح زيد غنيا وأمسى فقيرا تريد أنه صار كذلك مع قطع النظر عن وقت مخصوص، قال عدي بن زيد :
ثم أضحوا كأنهم ورق جفّ فألوت به الصبا والدّبور
٢- الاعتراض :
تقدم القول في الجمل المعترضة والواو الاعتراضية وقوله
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ٤٩٠
« و له الحمد في السموات والأرض » الجملة معترضة بين المعطوف والمعطوف عليه لنكتة أوردها الرازي وهي أن تسبيحهم لنفعهم لا له فعليهم أن يحمدوه إذا سبحوه لأجل نعمة هدايتهم الى التوفيق.
٣- الفاء قبل إذا الفجائية :
تقدم القول في إذا الفجائية ونقول هنا إن الغالب فيها أن تقع بعد الفاء لأنها تقتضي التعقيب ووجه وقوعها مع ثم بالنسبة الى ما يليق بالحالة الخاصة أي بعد تلك الأطوار التي قصها علينا في مواضع أخر من كوننا نطفة ثم مضغة ثم عظما مجردا ثم عظما مكسوا لحما فاجأ البشرية بالانتشار أي انهم انما يصيرون بشرا بعد أطوار كثيرة.
٤- الحكمة في اختلاف الألوان والألسنة :
خالف سبحانه بين الألوان والألسنة حتى ما تكاد تسمع منطقين متفقين في جرس واحد ولا جهارة واحدة وحتى ما تكاد ترى صورتين متشابهتين تمام التشابه في الألوان والسمات والقسمات لحصول التعارف وإلا فلو كانت على مسلاخ واحد وبلون واحد وتقاسيم وتقاطيع واحدة لحصل الخلل والالتباس ولا نعدم التمييز بينها جميعا حتى أن التوأمين مع توافق موادهما وأسبابهما والأمور الملاقية لهما في التخليق يختلفان في شي ء من ذلك محالة مهما يتقاربا في وجوه الشبه.
[سورة الروم (٣٠) : الآيات ٢٣ الى ٢٦]