٢- وفي هذه الآية أيضا فن « المذهب الكلامي » وقيل ان أول من اخترعه الجاحظ وزعم أنه لا يوجد منه شي ء في القرآن الكريم وهو مشحون به وتعريفه انه احتجاج المتكلم على ما يريد إثباته بحجة تقطع المعاند له على طريقة أرباب الكلام ومنه نوع منطقي تستنتج فيه النتائج الصحيحة من المقدمات الصادقة وقد ساق الرماني في إعجازه المترجم بالنكت وفي تفسيره الجامع الكبير في الضرب الخامس من باب المبالغة من الاعجاز : إخراج الكلام مخرج الشك للمبالغة في العدل للاحتجاج.
٣- سر تذكير الضمير :
تذكير الضمير :
تذكير الضمير في قوله « و هو أهون » مع أنه عائد على الاعادة
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ٥٠٠
باعتبار كونها ردا وارجاعا أو مراعاة للخبر وهو أهون قال الكرخي :
« و ذكر الضمير فيه مع أنه راجع الى الاعادة المأخوذة من لفظ يعيده نظرا الى المعنى دون اللفظ وهو رجعه أو رده كما نظر اليه في قوله :
« لنحيي به بلدة ميتا » أي مكانا ميتا أو تذكيره باعتبار الخبر.
٤- تأخير الصلة وتأخير الجار والمجرور وهو « عليه » مع أنه مقدم في قوله :
« هو عليّ هين » لأن المقصود مما نحن فيه هنا خلاف المقصود هناك فإنه اختصاص اللّه بالقدرة على إيلاد الهم والعاقر، وأما المقصد هنا فلا معنى للاختصاص فيه كيف والأمر مبني على ما يعتقدونه في المشاهد من أن الإعادة أسهل من الابتداء فلو قدمت الصلة لتغير المعنى، وهذا سؤال مشهور تعورف بينهم وهو انه كيف قال تعالى « و هو أهون عليه » والافعال كلها بالنسبة الى قدرته تعالى متساوية في السهولة؟ وإيضاحه أن الأمر مبني على ما ينقاس على أصولكم ويقتضيه معقولكم من أن الاعادة للشي ء أهون من ابتدائه لأن من أعاد منكم صنعة شي ء كانت أسهل عليه وأهون من إنشائها فالإعادة محكوم عليها بزيادة السهولة وهناك جواب آخر وهو أن تكون أهون ليست للتفضيل بل هي صفة بمعنى هين كقولهم اللّه أكبر أي كبير.