في قوله تعالى « الكتاب الحكيم » إسناد مجازي ويجوز أن يكون بمعنى ذي الحكمة، وقال الزمخشري :« و يجوز أن يكون الأصل الحكيم قائله فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فبانقلابه مرفوعا بعد الجر استكن في الصفة المشبهة بعد » وهذا من أروع التعليل.
٢- الإيجاز :
و في قوله :« للمحسنين » إيجاز بليغ أي الذين يعملون الحسنات وهي لا تحصى ولكنه خص منها هذه الثلاث، ونظير هذا الإيجاز قول أوس بن حجر في مرثاته لفضالة بن كلدة :
الألمعي الذي يظن بك الظن كأن قد رأى وقد سمعا
حكي عن الأصمعي أنه سئل عن الألمعي فأنشده ولم يزد، وهذه المرثاة من أفضل ما سمع في الرثاء وأولها :
أيتها النفس أجملي جزعا إن الذي تحذرين قد وقعا
إن الذي جمع السماحة والنجد ة والبر والتقى جمعا
الألمعي الذي يظن إلخ...
أودى فلا تنفع الاشاحة من أمر لمن يحاول البدعا
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ٥٣٠
يقول : يا نفس احتملي جزعا عظيما إن الذي تخافين منه قد حصل، وبيّنه بقوله إن الذي جمع.... وأودى : هلك، وجمعا بالضم توكيد للصفات قبله والألمعي نصب على النعت للذي وفسره بأنه الذي يظن بك يعني كل مخاطب أي يظن الظن الحق كأنه قد رأى وسمع ما ظنه أو يظن الظن فيصيب كأنه قد رآه إن كان فعلا أو سمعه إن كان قولا وفيه نوع من البديع يسمى التفسير وهو أن يؤتى بمعنى لا يستقل الفهم بمعرفته دون تفسيره.
الفوائد :
١- قصة النضر بن الحارث :