٦- وقال عبد الوارث : أوتي لقمان الحكمة في قالة قالها، فقيل : وهل لك أن تكون خليفة فتعمل بالحق؟ فقال : إن تختر لي فسمعا وطاعة وان تخيرني أختر العافية وإنه من يبع الآخرة بالدنيا يخسرهما جميعا ولأن أعيش حقيرا ذليلا أحبّ إليّ من أن أعيش قويا عزيزا، وقيل كان عبدا نجارا، فقال له سيده اذبح شاة وائتني
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ٥٣٦
بأطيب مضغتين فأتاه بالقلب واللسان ثم أمره بمثل ذلك وأن يخرج أخبث مضغتين فأخرج القلب واللسان، فقال له : ما هذا؟ فقال : ليس شي ء أطيب منهما إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا.
٧- وقال أبو اسحق الثعالبي : كان لقمان من أهون مماليك سيده عليه فبعثه مولاه مع عبيد له الى بستانه يأتونه بشي ء من ثمر فجاءوه وما معهم شي ء وقد أكلوا الثمر وأحالوا على لقمان، فقال لقمان لمولاه : ذو الوجهين لا يكون عند اللّه وجيها فاسقني وإياهم ماء حميما ثم أرسلنا لنعدو ففعل فجعلوا يتقيئون تلك الفاكهة ولقمان يتقيأ ماء فعرف مولاه صدقه وكذبهم. وروي أنه دخل على داود عليه السلام وهو يسرد الدرع فأراد أن يسأله فأدركته الحكمة فسكت فلما أتمها لبسها وقال : نعم لبوس الحرب أنت، فقال : الصمت حكمة وقليل فاعله، فقال له داود : بحق ما سميت حكيما.
هذا وأخبار لقمان وحكمته أكثر من أن تستوعبها ترجمة فحسبنا ما تقدم.
[سورة لقمان (٣١) : الآيات ١٤ الى ١٥]
وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (١٤) وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٥)
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ٥٣٧
اللغة :


الصفحة التالية
Icon