وَ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ) الواو عاطفة وليس فعل ماض ناقص وعليكم خبر ليس المقدم وجناح اسمها المؤخر وفيما صفة لجناح وجملة أخطأتم صلة وبه متعلقان بأخطأتم. (وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) الواو عاطفة ولكن حرف استدراك مهمل لأنه خفف وما عطف على ما في قوله فيما فمحله الجر، ويجوز أن يكون مبتدأ خبره محذوف أي تؤاخذون به أو عليكم الجناح فيه وجملة كان اللّه حالية أو استئنافية.
الفوائد :
اشتملت هذه الآيات على فوائد كثيرة نوردها فيما يلي على سبيل الاختصار ونحيل من أراد المزيد منها على المطولات.
١- معنى ولا تطع الكافرين والمنافقين :
قال الزمخشري :« لا تساعدهم على شي ء ولا تقبل لهم رأيا ولا مشورة وجانبهم واحترس منهم فانهم أعداء اللّه وأعداء المؤمنين لا يريدون إلا المضارّة والمضادّة، وروي أن النبي صلى اللّه عليه وسلم لما هاجر الى المدينة وكان يحب اسلام اليهود قريظة والنضير وبني قينقاع وقد بايعه ناس منهم على النفاق فكان يلين لهم جانبه ويكرم صغيرهم وكبيرهم وإذا أتى منهم قبيح تجاوز عنه وكان يسمع منهم فنزلت » وروي أن أبا سفيان بن حرب وعكرمة بن أبي جهل وأبا الأعور السلمي قدموا عليه فنزلوا على عبد اللّه بن أبيّ رأس المنافقين بعد قتال أحد وقد أعطاهم النبي صلى اللّه عليه وسلم الأمان على أن يكلموه فقام معهم عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح وطعمة بن
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ٥٩٨
أبيرق فقالوا للنبي وعنده عمر بن الخطاب : أرفض ذكر آلهتنا وقل إن لها شفاعة لمن عبدها وندعك وربّك فشقّ ذلك على النبي فقال عمر : يا رسول اللّه ائذن لنا في قتلهم فقال : إني أعطيتهم الأمان فقال عمر : اخرجوا في لعنة اللّه وغضبه فأمر النبي أن يخرجوا من المدينة.
٢- معنى جمع القلبين :