و ظل أهل المدينة في فزعهم بينا جعل محمد صلى اللّه عليه وسلم يفكر في الوسيلة للخلاص ولم تكن الوسيلة مواجهة العدو بطبيعة الحيلة فلتكن الحيلة وليكن الرأي والتدبير فبعث الى غطفان يعدها ثلث ثمار المدينة إن هي ارتحلت وكانت غطفان قد بدأت تمل فأظهرت امتعاضا من طول هذا الحصار وما لقوا من العنت أثناءه، ولما كان الليل عصفت ريح شديدة وهطل المطر هاتنا وقصف الرعد واشتدت العاصفة فاقتلعت خيام الأحزاب وأدخلت الرعب الى نفوسهم وخيل إليهم أن المسلمين بدءوهم بشر فقام طليحة بن خويلة فنادى : أن محمد قد بدأكم بشر فالنجاة، وقال أبو سفيان يا معشر قريش : إنكم واللّه ما أصبحتم بدار مقام لقد هلك الكراع والخف وأخلقتنا بنو قريظة وبلغنا منهم ما نكره ولقينا من شدة الريح ما ترون فارتحلوا إني مرتحل، فاستخف القوم ما استطاعوا من متاع وانطلقوا وتبعتهم غطفان حتى إذا كان الصبح لم يجد محمد منهم أحدا فانصرف راجعا الى المدينة والمسلمون معه يرفعون أكف الضراعة شكرا أن رفع اللّه الضر عنهم وأن كفى اللّه المؤمنين شر القتال وحين انجلى الأحزاب قال رسول اللّه : الآن نغزوهم ولا يغزونا والبقية في السير والمطولات.
٢- هل يثنى المصدر ويجمع؟
المصدر المؤكد لعامله لا يثنى ولا يجمع بانفاق فلا يقال ضربت ضربين ولا ضربت ضروبا لأنه اسم جنس مبهم والمصدر المبهم
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ٦١٣


الصفحة التالية
Icon