زيد للنبي صلى اللّه عليه وسلم خلق زينب وانها لا تطيعه وأعلمه بأنه يريد طلاقها قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على جهة الأدب والوصية : اتق اللّه في قولك وأمسك عليك زوجك وهذا هو الذي أخفي في نفسه وخشي رسول اللّه أن يلحقه قول من الناس في أن يتزوج زينب بعد زيد وهو مولاه لو أمره بطلاقها فعاتبه اللّه على هذا القدر من أن خشي الناس في شي ء قد أباحه اللّه تعالى وأعلمه أن اللّه أحق بالخشية ».
و قال الأستاذ الإمام محمد عبده :« أما واللّه لو لا ما أدخل الضعفاء والمدلسون من مثل هذه الرواية ما خطر ببال مطلع على الآية الكريمة شي ء مما يرمون إليه فإن نصّ الآية ظاهر جليّ لا يحتمل معناه التأويل ولا يذهب إلى النفس منه إلا أن العتاب كان على التمهل في الأمر والتريث به وان الذي كان يخفيه في نفسه هو ذلك الأمر الإلهي الصادر إليه بأن يهدم تلك السعادة المتأصلة في نفوس العرب وأن يتناول المعول لهدمها بنفسه كما قدر له أن يهدم أصنامهم بيده لأول مرة عند فتح مكة وكما هو شأنه في جميع ما نهى عنه من عاداتهم وهذا الذي كان يخفيه في نفسه كان اللّه مبديه بأمره الذي أوحاه إليه في كتابه وبتزويجه زوجة من كانوا يدعونه ابنا له ولم يكن يمنعه من من إبداء ما أبدى اللّه إلا حياء الكريم وتؤدة الحليم مع العلم بأنه سيفعل لا محالة لكن مع معاونة الزمان ».
[سورة الأحزاب (٣٣) : الآيات ٣٨ الى ٤٠]


الصفحة التالية
Icon