لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) جملة مستأنفة مسوقة لتقرير النفي المستفاد من الاستفهام وقد تقدم إعراب لا إله إلا اللّه مفصلا، فأنى الفاء استئنافية وأنى اسم استفهام في محل نصب حال وتؤفكون فعل مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل.
الفوائد :
١- معنى « نزيد في الخلق ما نشاء » :
اشتملت هذه الآيات على فوائد كثيرة أولها معنى الزيادة في الخلق، ونرى أن خير ما قيل فيها ما أورده الزمخشري في كشافه فبعد أن أورد ما قاله العلماء فيها قال :« و الآية مطلقة تتناول كل زيادة في الخلق من طول قامة واعتدال صورة وتمام في الأعضاء وقوة في البطش وحصافة في العقل وجزالة في الرأي وجراءة في القلب وسماحة في النفس وذلاقة في اللسان ولباقة في التكلم وحسن تأنّ في مزاولة الأمور وما أشبه ذلك مما لا يحيط به الوصف » وهذا
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ١٢٢
الكلام على وجازته وبلاغته جامع مانع وفيه تعليل مرض لما تراه من تفاوت في مخلوقات اللّه.
و استعار الفتح للإطلاق والإرسال كأنما هي أبواب موصدة لا يفتح مغالقها إلا اللّه من صنوف النعم وضروب الآلاء كالرزق والمطر والصحة والأمن في الأوطان وغير ذلك مما لا يحصى عدده.
و في تنكير الرحمة ما يدل على الاشاعة والإبهام لتندرج في مطاويها ضروب النعم كما تقدم.
٢- إعراب هل من خالق :
منع بعضهم أن تكون جملة يرزقكم خبرا لخالق لأن هل لا تدخل على مبتدأ مخبر عنه بفعل على الأصح.
٣- مواضع زيادة « من » :
قلنا في مكان آخر أن « من » الجارة تزاد قبل النكرة إذا سبقت بنفي أو نهي أو استفهام ونضيف هنا أن ذلك يطرد في تسعة أوجه :
١- في الابتداء.
٢- في الفاعل.
٣- في اسم كان.
٤- في مفعول ما يتعدى لواحد.
٥- في أول مفعولي ظننت.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ١٢٣
٦- في أول مفاعيل علمت.
٧- في أول مفعولي أعطيت.
٨- في ثاني مفعولي أعطيت.
٩- في مفعول ما لم يسم فاعله.


الصفحة التالية
Icon